في إحدى القضايا التجارية التي نُظرت أمام ديوان المظالم، تقدّمت شركة محلية بدعوى ضد متجر إلكتروني استخدم شعارًا مشابهًا لعلامتها المسجلة، مما سبّب لبسًا للمستهلكين وخسائر في المبيعات.
هذه الحالة تسلط الضوء على أهمية حماية العلامة التجارية في السعودية ودور الأنظمة القضائية في ردع الانتهاكات.
للتواصل مع محامٍ مختص في قضايا العلامات التجارية، استخدم زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
ما هي العلامة التجارية في السعودية؟
في السوق السعودي، ومع احتدام المنافسة التجارية، لا تكفي جودة المنتج وحدها لضمان النجاح؛ بل أصبح من الضروري امتلاك هوية بصرية تميّز المنتج أو الخدمة عن غيرها.
من هنا تأتي أهمية “العلامة التجارية”، والتي تُعد أحد أهم أدوات حماية السمعة التجارية والتميّز في السوق.
ووفقًا للمادة الأولى من نظام العلامات التجارية، تُعرّف العلامة بأنها:
“كل ما يمكن إدراكه بصريًا ويكون صالحًا لتمييز منتجات صناعية أو تجارية أو حرفية أو زراعية، أو للدلالة على تأدية خدمة من الخدمات.”
وتشمل العلامة التجارية على سبيل المثال لا الحصر:
- الأسماء المميزة
- الرموز والرسوم
- الإمضاءات أو الحروف أو الأرقام
- الأختام والنقوش البارزة
- أي إشارات أخرى أو أي تجميع منها تؤدي غرض التمييز أو الدلالة على المصدر وفق المادة الأولى من نظام العلامات التجارية.
إذن، العلامة التجارية ليست مجرد شعار، بل هي أداة قانونية تحمي هوية المشروع، وتُرسّخ ثقة المستهلك، وتمنح صاحبها حقوقًا نظامية حصرية في مواجهة أي تعدٍ أو تقليد.
أهمية العلامات التجارية في السعودية
في بيئة اقتصادية تشهد تطورًا سريعًا وانفتاحًا متزايدًا على التجارة العالمية، تبرز العلامة التجارية كأداة استراتيجية لا غنى عنها لأي مشروع يسعى للنمو والاستدامة في السوق السعودي.
فهي لا تقتصر على كونها شعارًا أو اسمًا، بل تمثل هوية تجارية قانونية محمية تضمن لصاحبها التفرد والتميّز.
وتتجلى أهمية العلامة التجارية في النقاط التالية:
- بناء ثقة المستهلك: العلامة المعروفة تُطمئن العميل بجودة المنتجات أو الخدمات المرتبطة بها.
- تمييز المنتجات والخدمات عن المنافسين: تسهّل للمستهلك تفضيل منتجاتك دون لبس.
- حماية الهوية التجارية من التقليد والتزوير: العلامة المسجلة تُخوّلك ملاحقة منتحليها نظامًا.
- تعزيز حقوق الملكية الفكرية والاستثمار: العلامة أداة قانونية قابلة للترخيص أو الرهن أو التنازل.
كما تُعد العلامة التجارية شرطًا أساسيًا للتمويل المؤسسي، ووسيلة فعّالة لدخول الأسواق الدولية، سواء عبر التصدير المباشر أو منح امتيازات تجارية (Franchise) للغير.
حماية العلامة التجارية ليست رفاهية، بل ضرورة استراتيجية لضمان استمرارية النشاط التجاري ضمن الإطار القانوني المعتمد في المملكة.
الجهات المختصة وخطوات تسجيل العلامة التجارية في السعودية
في سبيل تعزيز البيئة النظامية للملكية الفكرية، تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًا بتنظيم تسجيل العلامات التجارية عبر جهات مختصة ورقابة مشددة. ويُعد التسجيل الخطوة الأولى نحو حماية الاسم التجاري من التعدي أو الاستغلال غير المشروع.
الجهة المسؤولة عن تسجيل العلامات التجارية هي: الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وذلك بالتنسيق مع وزارة التجارة، عبر منصة إلكترونية موحدة تتيح لأصحاب الأعمال تقديم الطلبات إلكترونيًا، متابعة حالتها، وتجديد العلامات بكل يسر وشفافية.
ويشترط أن يكون للمتقدم مقر نظامي داخل المملكة أو أن يوكّل ممثلًا قانونيًا معتمدًا.
خطوات تسجيل العلامة التجارية
تمر عملية التسجيل بسلسلة إجراءات محددة وفق نظام العلامات التجارية، وتشمل:
- تقديم الطلب إلكترونيًا عبر البوابة الرسمية، مع تعبئة البيانات وسداد رسوم مبدئية (1000 ريال).
- فحص الطلب خلال 60 يومًا من قبل الإدارة المختصة في وزارة التجارة.
- نشر العلامة المقبولة رسميًا لمدة شهر، لإتاحة الفرصة لأي اعتراض.
- الانتظار 90 يومًا خلال فترة الاعتراض المحتملة.
- في حال عدم وجود اعتراض، يتم إصدار شهادة تسجيل رسمية للعلامة. وفق (المواد 5 إلى 16 من نظام العلامات التجارية)
وإن إتمام هذه الإجراءات يمنح مالك العلامة حماية قانونية قوية تُمكّنه من ملاحقة أي معتدٍ عليها أمام ديوان المظالم.
مدة الحماية القانونية والعقوبات على التعدي في نظام العلامات التجارية السعودي
تُوفّر الأنظمة السعودية إطارًا قانونيًا صارمًا لحماية العلامات التجارية، يبدأ من منح مدة حماية قانونية طويلة، وينتهي بفرض عقوبات صارمة على أي تعدٍ على حقوق المالك.
وفقًا للمادة 22 من نظام العلامات التجارية، فإن مدة الحماية القانونية للعلامة المسجلة في السعودية تمتد إلى 10 سنوات من تاريخ تسجيلها، ويجوز لصاحبها تجديد التسجيل خلال السنة الأخيرة من هذه المدة أو خلال ستة أشهر بعدها، دون الحاجة لإجراء فحص جديد، بشرط سداد رسوم التجديد وقدرها 3000 ريال.
أما في حال التعدي أو تقليد العلامة التجارية، فقد نص النظام على عقوبات مشددة تطال الأفراد والمنشآت التي ترتكب أفعالًا مثل التزوير أو الاستخدام بسوء نية، وتشمل:
- السجن لمدة تصل إلى سنة واحدة،
- أو غرامة مالية لا تقل عن 50,000 ريال ولا تزيد على 1,000,000 ريال، وذلك عند تقليد علامة تجارية مسجلة، أو استخدام علامة مملوكة للغير دون إذن، أو عرض منتجات مقلدة مع العلم بذلك.
كما يُشدّد النظام العقوبة في حال تكرار المخالفة خلال ثلاث سنوات من صدور الحكم الأول، حيث يتم مضاعفة العقوبة، وإغلاق المنشأة لمدة لا تقل عن 15 يومًا ولا تزيد على 6 أشهر، مع نشر الحكم على نفقة المخالف. وفق (المواد 22 و43–47 من نظام العلامات التجارية).
دور المحامي في حماية العلامات التجارية
في عالم تتسارع فيه المنافسة وتكثر فيه محاولات التقليد، لا تكفي الإجراءات النظامية وحدها لضمان حماية العلامة التجارية؛ بل يصبح وجود محامٍ متخصص في الملكية الفكرية عنصرًا جوهريًا في بناء وحماية الهوية التجارية.
يسهم توكيل محامٍ. بدور فاعل في كل مرحلة من مراحل تسجيل العلامة التجارية والدفاع عنها، ومن أبرز مهامه:
- تقديم الاستشارات القانونية لفحص مدى تميّز العلامة وقابليتها للتسجيل، وتجنّب التعارض مع علامات قائمة.
- تمثيل الموكل أمام الهيئة السعودية للملكية الفكرية في إجراءات التسجيل، التظلم، أو شطب العلامات.
- الترافع أمام ديوان المظالم في دعاوى التعدي، التقليد، الاعتراض، أو المطالبة بالتعويض.
- صياغة العقود والتراخيص القانونية المرتبطة باستخدام العلامة أو نقل ملكيتها أو رهنها.
- اتخاذ الإجراءات التحفظية العاجلة، مثل الحجز على المنتجات المقلدة، وطلب أوامر قضائية مستعجلة لمنع تداولها أو سحبها من السوق.
من خلال هذا الدور المتخصص، يُمثل محامي قضايا تجارية في جدة خط الدفاع الأول للعلامة التجارية، ويُحافظ على استمرارية النشاط التجاري ضمن إطار قانوني محكم ومتجدد.
الأسئلة الشائعة حول العلامة التجارية في السعودية
وفي الختام العلامة التجارية في السعودية تمثل حجر الزاوية في التجارة العصرية، وتكفل الأنظمة السعودية حمايتها بموجب نظام متكامل من التسجيل والعقوبات والحقوق المدنية.
لضمان الاستفادة القصوى من هذه الحماية، يُستحسن الاستعانة بـ محامي مرخص ومختص في الملكية الفكرية.
لاستشارة قانونية متخصصة في العلامات التجارية، اتصل بنا من خلال الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة الآن.
مواضيع ذات صلة: انواع العقود التجارية في القانون السعودي، كذلك صحيفة دعوى الافلاس التجاري، و أيضاً شروط وضوابط الاستثمار الأجنبي في السعودية.
المصادر:
- نظام العلامات التجارية.

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.