في إحدى مدن المملكة، اجتمع ثلاثة إخوة يمتلكون نشاطاً تجارياً ورثوه عن والدهم. مع توسع أعمالهم، بدأوا يفكرون في تحويل النشاط الفردي إلى تأسيس شركة عائلية في السعودية تضمن استدامة الأعمال وتنظم حقوق الورثة.
هنا برزت أهمية الالتزام بـ نظام الشركات السعودي الجديد الذي وفر إطاراً قانونياً متيناً للشركات العائلية. فإن كنت مهتماً بالموضع تابع معنا مقالنا.
للاستشارة مع أفضل محامي قضايا شركات، تواصل معنا عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
خطوات تأسيس شركة عائلية في السعودية
تأسيس الشركة العائلية لا يتم عشوائياً، بل وفق خطوات نظامية تضمن الاعتراف بها قانوناً وحماية حقوق الشركاء. وفيما يلي أبرز مراحل تسجيل شركة عائلية:
- اختيار نوع الشركة: غالباً تكون ذات مسؤولية محدودة أو مساهمة مقفلة (المادة 4 من نظام الشركات).
- إعداد عقد التأسيس أو النظام الأساس متضمناً البيانات الإلزامية (المادة 7).
- تقديم الطلب إلى وزارة التجارة وقيد الشركة في السجل التجاري (المادة 8).
- الحصول على الترخيص اللازم إذا كان النشاط يتطلب ترخيصاً خاصاً.
هذه الخطوات النظامية تضع الأساس القانوني الصحيح لأي شركة عائلية، وتضمن استقرارها واستمراريتها عبر الأجيال.
صياغة عقد التأسيس واللوائح الداخلية
يُعد عقد التأسيس ولوائح تأسيس الشركات العمود الفقري للشركة العائلية، إذ ينظم العلاقة بين الشركاء ويحدد الإطار القانوني لإدارتها وتشغيلها. ووفق نظام الشركات السعودي، فإن صياغة هذه الوثائق تمر بعدة نقاط أساسية:
- صياغة عقد التأسيس باللغة العربية، مع إمكانية إرفاق ترجمة عند الحاجة (المادة 7 من نظام الشركات).
- تضمين البيانات الإلزامية مثل أسماء الشركاء، رأس المال، آلية الإدارة، وتوزيع الأرباح.
- الاستفادة من النماذج الاسترشادية التي توفرها وزارة التجارة لتجنب الأخطاء النظامية (المادة 7).
إن العناية بصياغة عقد التأسيس واللوائح الداخلية تضمن وضوح الحقوق والالتزامات، وتساعد على تقليل النزاعات في الشركات السعودية العائلية.
تحويل الشركة العائلية إلى مساهمة مغلقة
مع توسع الأعمال وزيادة الحاجة إلى مصادر تمويل أكبر، قد تسعى بعض العائلات إلى تحويل شركتها العائلية إلى مساهمة مقفلة، وهو ما نظمه نظام الشركات السعودي بمرونة واضحة:
- إمكانية التحويل: يسمح النظام بتحويل شركات التضامن أو التوصية أو ذات المسؤولية المحدودة إلى شركة مساهمة.
- شرط الأغلبية: يشترط أن يوافق الشركاء المالكون لأكثر من نصف رأس المال على قرار التحويل (المادة 215، نظام الشركات).
- الملكية العائلية: يجب أن تكون الحصص مملوكة لأقارب أو موقوفة لصالح أغراض عائلية أو خيرية.
هذا التحويل يمنح الشركة العائلية قدرة أكبر على التوسع والتمويل، مع الحفاظ على صبغتها العائلية في حال كانت المساهمة مقفلة.
إعادة هيكلة الملكية والإدارة
مع توسع الشركات العائلية وتعدد الورثة، تبرز الحاجة إلى إعادة هيكلة الملكية والإدارة لضمان استمرارية النشاط التجاري وتفادي النزاعات المستقبلية. وهنا يأتي دور عقد الشراكة العائلية الذي ينظم هذه الجوانب بشكل واضح:
- تقسيم الملكية بين الورثة وفق نسب عادلة ومثبتة نظاماً.
- تحديد نسب الإدارة والصلاحيات بين الشركاء أو تعيين مديرين محترفين.
- وضع سياسات لتسوية النزاعات بين أفراد العائلة لضمان استقرار الشركة.
من خلال هذه الضوابط يمكن للشركة أن تحقق التوازن بين مصالح الورثة وبين متطلبات الإدارة الحديثة، بما يحمي حقوق الجميع.
أهمية عقد التأسيس واللوائح الداخلية
لا يمكن لأي شركة عائلية أن تبدأ أعمالها بنجاح دون عقد تأسيس ولوائح داخلية واضحة، فهي المرجع الأول الذي يحتكم إليه الشركاء عند إدارة الأعمال أو حل الخلافات. ويمثل هذا العقد الأساس النظامي الذي تستند إليه الشركة منذ اللحظة الأولى للتأسيس:
- يحدد حقوق والتزامات الشركاء بشكل تفصيلي.
- ينظم آليات الإدارة وتوزيع الأرباح بما يتوافق مع النظام.
- يساهم في تقليل النزاعات المستقبلية خصوصاً عند تعدد الورثة.
إن العناية بصياغة عقد التأسيس ولوائحه الداخلية خطوة جوهرية تضمن استقرار الشركة العائلية وتساعدها على مواجهة التحديات بثقة.
المدة القانونية لإنهاء إجراءات التأسيس
لكي تكتسب الشركة العائلية شخصيتها الاعتبارية وتبدأ عملها رسمياً، يشترط النظام قيدها في السجل التجاري (المادة 18، نظام الشركات). وتوضح الأنظمة أن المدة النظامية عادةً قصيرة ومحددة:
- يبدأ سريان الشركة من تاريخ القيد الرسمي في السجل التجاري.
- غالباً لا تتجاوز الإجراءات 30 يوماً من استكمال المستندات المطلوبة.
- يتيح هذا الجدول الزمني للشركاء تخطيط أعمالهم التجارية بوضوح.
هذه المدة الزمنية تمنح المستثمرين والشركاء الطمأنينة بأن إجراءات تأسيس الشركة العائلية لا تستغرق وقتاً طويلاً، مما يتيح الانطلاق نحو مزاولة النشاط بسرعة ونظامية.
إن تأسيس شركة عائلية في السعودية خطوة استراتيجية لضمان استدامة الأعمال وحماية الثروة عبر الأجيال. نظام الشركات الجديد (مرسوم ملكي رقم م/132 بتاريخ 1/12/1443هـ) وضع إطاراً واضحاً للتأسيس والتحول والإدارة.
دور المحامي في تأسيس الشركة العائلية
لا يقتصر تأسيس الشركة العائلية على الإجراءات النظامية فقط، بل يحتاج إلى خبرة قانونية متخصصة لضمان سير العملية بشكل سليم ومتوافق مع نظام الشركات السعودي.
وهنا يبرز دور المحامي المتخصص في هذا المجال من خلال ما يقدمه مكتب محامي مكة من خدمات قانونية تشمل:
- صياغة عقد التأسيس واللوائح الداخلية بما يتفق مع النظام، وتفادي الثغرات التي قد تسبب نزاعات مستقبلية.
- مراجعة المستندات النظامية والتأكد من استيفائها لمتطلبات وزارة التجارة.
- تمثيل الشركاء أمام الجهات الرسمية مثل وزارة التجارة وهيئة السوق المالية عند الإدراج أو التحويل.
- إعداد عقود الصلاحيات والشراكات لضمان وضوح العلاقة بين الملاك والإدارة.
- تقديم الاستشارات النظامية حول التحويل إلى مساهمة مقفلة أو إدراج الشركة في السوق المالية.
وجود محامٍ مختص يختصر الوقت والجهد على العائلة، ويحمي مصالحها من أي ثغرات أو نزاعات قد تنشأ مستقبلاً.
أسئلة شائعة حول تأسيس شركة عائلية في السعودية
إن تأسيس شركة عائلية في السعودية خطوة استراتيجية لحماية الثروة وتنظيم الأعمال عبر الأجيال، لكنه يتطلب التزاماً دقيقاً بنظام الشركات وصياغة عقود ولوائح داخلية محكمة.
وهنا يأتي دور مكتب محامي مكة لتقديم الدعم القانوني المتكامل، بدءاً من إعداد عقد التأسيس وحتى تسجيل الشركة رسمياً. اتصل بنا الآن عبر زر الواتساب أسفل الشاشة للحصول على استشارة قانونية متخصصة حول تأسيس شركتك العائلية.
مواضيع ذات صلة: حوكمة الشركات العائلية في السعودية، وكذلك إجراءات التقاضي بين الشركات، وأيضاً دعوى فصل شريك في السعودية، وأخيراً طريقة رفع دعوى فض شراكة بالسعودية.
المصادر:
نظام الشركات السعودي.

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.