تلقت إحدى الشركات الناشئة في جدة إشعارًا قضائيًا يمنعها من استخدام شعارها التجاري بعد أن اكتشف أن شركة أخرى قامت بتسجيل نفس الشعار رسميًا لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية تسجيل علامة تجارية في السعوية لحماية الهوية البصرية واسم النشاط من التعدي أو التقليد، فالتسجيل القانوني هو السبيل الوحيد لضمان حق الاستخدام الحصري في السوق السعودي.
هل تبحث عن محامي قضايا تجارية في جدة؟ تواصل معنا عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
تسجيل علامة تجارية في السعودية
في بيئة تجارية تنافسية متسارعة مثل السوق السعودي، أصبحت العلامة التجارية أكثر من مجرد شعار أو اسم؛ بل تمثل أصلًا معنويًا ثمينًا لأي مشروع أو مؤسسة. ومن هنا تبرز أهمية تسجيل العلامة وفق الإجراءات النظامية لحمايتها من التقليد أو الاستغلال.
ووفقًا لما ورد في المادة الثالثة من نظام العلامات التجارية (تاريخ النفاذ: 26/07/2025)، فإن تسجيل العلامة يتم عبر قيدها رسميًا في سجل العلامات التجارية لدى وزارة التجارة بالتعاون مع الهيئة السعودية للملكية الفكرية، مما يمنح مالكها:
- حقًا حصريًا في استخدام العلامة على المنتجات أو الخدمات المحددة.
- شهادة رسمية تُعد سندًا قانونيًا للحماية والملكية.
- إمكانية المطالبة بالتعويض ومقاضاة منتهكي العلامة أمام الجهات القضائية.
وتُعد هذه الخطوة حجر الأساس لكل من يسعى لبناء هوية تجارية آمنة ومستقرة في السوق السعودي.
لماذا يتم تسجيل العلامة التجارية؟
يُعتبر تسجيل العلامة التجارية في السعودية أحد أهم أركان تأسيس نشاط تجاري مستقر وموثوق في المملكة، فهو لا يقتصر على الجانب الشكلي أو التسويقي فحسب، بل يشكّل درعًا قانونيًا يحمي هوية المشروع من الاستغلال أو التقليد.
وبموجب نظام العلامات التجارية، فإن التسجيل يمنح صاحب العلامة مجموعة من الحقوق الحصرية التي لا تُكتسب بدون إجراء التسجيل الرسمي.
ومن أبرز مزايا تسجيل العلامة التجارية:
- الحماية القانونية الكاملة من التقليد أو التعدي من قبل المنافسين.
- الحق في التقاضي والمطالبة بالتعويض عند أي استخدام غير مشروع.
- تعزيز ثقة العملاء والمستهلكين في المنتج أو الخدمة.
- إمكانية الترخيص أو بيع العلامة أو استخدامها كأصل قانوني قابل للرهن.
لذا، فإن التسجيل لا يحمي الاسم فقط، بل يحمي سمعة المنشأة واستثماراتها الحالية والمستقبلية.
شروط تسجيل علامة تجارية في السعودية
بحسب ما ورد في المادتين الأولى والثانية من نظام العلامات التجارية، لا يُقبل تسجيل أي علامة ما لم تتوافر فيها الشروط النظامية التالية:
- أن تكون العلامة مميزة بصريًا (كلمة، رمز، رسم، لون، أو تركيبة منها).
- ألا تشتمل على ألفاظ أو رموز تخالف الآداب العامة أو تحمل دلالات دينية أو سياسية.
- ألا تكون مطابقة أو مشابهة لعلامة أخرى مسجلة عن نفس الفئة من المنتجات أو الخدمات.
- الحصول على موافقة مكتوبة إذا تضمنت العلامة أسماء أو صور أشخاص آخرين.
هذه الشروط تهدف إلى حماية السوق من التضليل والازدواجية، وضمان منح الحقوق لمن يستحقها دون تعارض مع مصالح الآخرين أو أحكام النظام العام.
خطوات تسجيل علامة تجارية
أصبح بإمكان الأفراد والشركات في السعودية تسجيل علاماتهم التجارية إلكترونيًا بكل سهولة عبر منصة الهيئة السعودية للملكية الفكرية، دون الحاجة لمراجعة الجهات الحكومية حضوريًا. وقد وفّرت الهيئة إجراءات رقمية مرنة تُختَصر في الخطوات التالية:
- إنشاء حساب إلكتروني في منصة الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
- الدخول على الخدمة واختيار “تسجيل علامة تجارية” من قائمة الخدمات.
- تعبئة النموذج الإلكتروني بالمعلومات المطلوبة وإرفاق المستندات الرسمية.
- سداد الرسوم المبدئية لتقديم الطلب.
- متابعة الطلب من خلال المنصة؛ حيث تقوم الهيئة بفحص الطلب وإشعار مقدم الطلب بالقبول أو طلب التعديلات.
- في حال القبول، يتم نشر العلامة لمدة 60 يومًا في الموقع الرسمي كإجراء علني لأي اعتراض محتمل.
- بعد انتهاء مدة النشر دون اعتراض، يُطلب سداد رسوم التسجيل النهائية البالغة 3000 ريال، ثم تُصدر شهادة تسجيل العلامة التجارية رسميًا.
تمثل هذه الخدمة نقلة نوعية في تسهيل إجراءات حماية الملكية الفكرية، وتُعد خطوة أساسية لأي نشاط يسعى للثبات والمنافسة النظامية في السوق.
المستندات المطلوبة لتقديم طلب تسجيل علامة تجارية
يُعد إعداد المستندات بشكل صحيح من الخطوات الأساسية لقبول طلب تسجيل علامة تجارية في السعودية دون تأخير. وقد حدّدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية المتطلبات التي يجب إرفاقها مع كل طلب، سواء كان مقدَّمًا من فرد أو مؤسسة.
وتشمل المستندات الإلزامية ما يلي:
- صورة واضحة ودقيقة للعلامة المراد تسجيلها بصيغتها النهائية.
- نسخة من السجل التجاري أو الترخيص النظامي (في حال النشاط التجاري).
- نسخة من الهوية الوطنية للمواطنين، أو الإقامة للمقيمين.
- وكالة شرعية أو تفويض قانوني إذا قدّم الطلب محامٍ أو وكيل نيابة عن صاحب الشأن.
- إيصال سداد رسوم تقديم الطلب والتي تُعد شرطًا أساسيًا لقبول المعاملة إلكترونيًا.
توفر هذه الوثائق الحد الأدنى القانوني للنظر في الطلب، وعدم استيفائها قد يؤدي إلى رفضه أو تأجيله حتى استكمال المطلوبات.
كيف يمكن لمحامٍ مختص أن يساعدك في التسجيل؟
رغم أن إجراءات تسجيل العلامة التجارية أصبحت إلكترونية وميسّرة، إلا أن الاستعانة بمحامٍ مختص لا تزال خطوة بالغة الأهمية، خاصة عند وجود منافسة على العلامة أو تعقيدات في التصميم أو الملكية.
ويساهم المحامي في حماية حقوقك الفكرية وتفادي الأخطاء النظامية عبر:
- تحليل مسبق لمدى قبول العلامة وفقًا للأنظمة والمعايير الرسمية لتقليل احتمالات الرفض.
- صياغة نموذج التسجيل قانونيًا بما يتوافق مع متطلبات الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
- الاعتراض على العلامات التجارية المنافسة أو المشابهة التي قد تتعدى على علامتك أو تربك المستهلك.
- التظلم أمام وزارة التجارة أو رفع دعوى لدى ديوان المظالم في حال رفض الطلب أو حصول نزاع.
دور المحامي لا يقتصر على التقديم، بل يشمل المتابعة القانونية الكاملة حتى صدور الشهادة النظامية وضمان استخدام العلامة بأمان.
الأسئلة الشائعة حول تسجيل علامة تجارية في السعودية
وفي ختام مقالنا الذي حمل اسم “تسجيل علامة تجارية في السعودية، نؤكد أن حماية الهوية التجارية تبدأ من اتخاذ الخطوة النظامية الأولى وهي تسجيل العلامة التجارية عبر الجهات المختصة.
سواء كنت تملك مشروعًا ناشئًا أو مؤسسة قائمة، فإن تسجيل علامتك يمنحك الحق الحصري في الاستخدام، ويصونك من التعدي أو التقليد أمام القضاء.
إذا كنت بصدد تسجيل علامتك وتبحث عن استشارة دقيقة من محامي مختص في قضايا الملكية الفكرية والعلامات التجارية، لا تتردد في التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.
مواضيع ذات صلة: إجراءات الاستئناف في القضايا المدنية والتجارية ، وأيضاً انواع العقود التجارية في القانون السعودي، وكذلك اختصاص المحكمة التجارية في السعودية.
المصادر:
- نظام العلامات التجارية.

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.