تواصل معنا
حماية العلامة التجارية في السعودية

حماية العلامة التجارية في السعودية: خطوات وقائية وإجراءات قانونية

في إحدى قضايا السوق السعودي، تفاجأ تاجر عطور بتقليد علامته التجارية الشهيرة من قبل متجر جديد استخدم اسماً مشابهاً وتصميماً مطابقاً، ما أدى إلى خسارته جزءاً كبيراً من عملائه.

لجأ التاجر إلى القضاء، وتمكن من إثبات ملكيته وحصل على حكم بالتعويض. هذه الواقعة تفتح الباب للحديث عن أهمية حماية العلامة التجارية في السعودية، وسبل التصدي للتعديات في ضوء نظام العلامات التجارية السعودي.

للاستفسار عن قضايا العلامات التجارية أو رفع دعوى تقليد، تواصل عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.

ما المقصود بحماية العلامة التجارية؟

تُعد حماية العلامة التجارية من الوسائل الأساسية لحفظ الحقوق التجارية والمعنوية للمنشآت والأفراد، وهي تعني كل إجراء قانوني يهدف إلى منع الغير من استخدام علامة مطابقة أو مشابهة للعلامة الأصلية، بما يؤدي إلى تضليل المستهلك أو الإضرار بسمعة المنتج أو الخدمة.

وبحسب المادة الأولى من نظام العلامات التجارية السعودي، تُعرف العلامة بأنها:

كل إشارة قابلة للإدراك بالنظر مثل: الأسماء، الكلمات، الحروف، الأرقام، الرسوم، الرموز، الشعارات، أو أي مجموع منها، تُستخدم لتمييز منتجات أو خدمات عن غيرها.

ووفقًا للمادة الحادية والعشرين، فإن مالك العلامة المسجلة يُعد وحده صاحب الحق الحصري في استخدامها، وله أن يمنع أي طرف آخر من استعمالها أو استخدام علامة مشابهة لها على منتجات أو خدمات مماثلة، إذا كان من شأن ذلك إحداث لبس لدى الجمهور.

كما تنص المادة العشرون على أن الحماية تبدأ من تاريخ تقديم طلب تسجيل العلامة التجارية، مما يعني أن الأسبقية تُحتسب من وقت الإيداع، لا من وقت الإصدار.

إجمالاً، تهدف الحماية النظامية إلى حفظ هوية العلامة، ومنع التعدي عليها بأي شكل من الأشكال، سواء بالتقليد، أو الاستعمال غير المصرح به، أو التسجيل الاحتيالي.

كيفية حماية العلامة التجارية في السعودية

تتم حماية العلامة التجارية في السعودية من خلال سلسلة من الإجراءات القانونية المنصوص عليها في نظام العلامات التجارية السعودي، وتشمل ما يلي:

  1. اختيار علامة تجارية مميزة: يجب أن تكون العلامة قابلة للإدراك بالنظر وتتمتع بصفة مميزة، ولا تخالف النظام العام أو الآداب، وألا تكون مشابهة لعلامات مشهورة أو مسجلة مسبقًا.
  2. تقديم طلب تسجيل العلامة: يُقدَّم الطلب إلى وزارة التجارة من صاحب الشأن أو وكيله النظامي، ويتضمن البيانات المطلوبة وفق اللائحة التنفيذية.
  3. الفحص والإعلان: تقوم الإدارة المختصة بفحص الطلب، وفي حال القبول يتم شهر العلامة وإتاحة الفرصة للاعتراض.
  4. استخراج شهادة تسجيل العلامة: بعد انتهاء فترة الاعتراض أو صدور حكم نهائي، تُسجَّل العلامة رسميًا وتُمنح شهادة تتضمن كافة بيانات الحماية.
  5. التمتع بالحماية النظامية: يُمنح مالك العلامة المسجلة الحق الحصري في استخدامها، وله الحق في منع الغير من استخدامها أو تقليدها، ورفع دعاوى التعدي.
  6. طلب الإجراءات التحفظية: يجوز لصاحب العلامة التقدم بطلب إلى ديوان المظالم لاتخاذ تدابير احترازية مثل الحجز على المنتجات المخالفة أو وصفها، حتى قبل رفع الدعوى.

طرق التعدي على العلامة التجارية

يأخذ التعدي على العلامة التجارية عدة أشكال تُعدّ جميعها مخالفة صريحة لنظام العلامات التجارية السعودي، وقد يترتب عليها عقوبات جنائية ومدنية بحسب جسامة الفعل.

فيما يلي أبرز صور التعدي:

  • تقليد العلامة التجارية المسجلة: مثل نسخ الشعار أو الاسم التجاري لعلامة معروفة واستخدامه على منتج مشابه، مما يؤدي إلى إرباك المستهلك. مثال: متجر يطرح عبوات مياه تحمل تصميمًا مطابقًا لعلامة شهيرة.
  • استخدام علامة مملوكة للغير دون إذن: وضع العلامة على المنتجات أو استخدامها في الإعلانات أو أوراق المنشأة دون الحصول على ترخيص من مالكها. مثال: شركة تطبع علامة مسجلة على تغليف منتج محلي بهدف كسب ثقة المستهلكين.
  • تسجيل علامة مشابهة بنية التضليل أو المنافسة غير المشروعة: محاولة تسجيل اسم تجاري أو شعار قريب جدًا من علامة قائمة لمنتج في نفس الفئة.
  • عرض منتجات أو خدمات تحت علامة مزورة أو مقلدة: بيع سلع تحمل علامات مزيفة مع العلم بأنها مقلدة. مثال: محل يبيع ملابس تحمل اسم ماركة مشهورة لكنها مقلدة بالكامل.

نصائح وقائية لحماية علامتك من السرقة

لضمان حماية فعالة ومستدامة لعلامتك التجارية في السوق السعودي، من الضروري اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تعزز من موقفك القانوني وتُقلل من فرص التعدي أو التقليد، ومنها:

  • المبادرة بتسجيل العلامة رسميًا: لا تُعد العلامة محمية قانونًا إلا بعد تسجيلها في سجل العلامات التجارية لدى وزارة التجارة.
  • اختيار علامة مميزة وفريدة: تجنب الأسماء العامة أو الرموز المتداولة، وركّز على عناصر تميّز علامتك بوضوح.
  • استخدام العلامة فعليًا وبشكل مستمر: عدم استخدام العلامة لمدة خمس سنوات متتالية قد يؤدي إلى شطبها من السجل.
  • تجديد التسجيل في المواعيد المحددة: يجب تقديم طلب التجديد خلال السنة الأخيرة من الحماية، أو خلال ستة أشهر بعد انتهائها.
  • مراقبة السوق والمنافسين: راقب العلامات الجديدة المسجلة أو المستخدمة، وتقدم باعتراض إن لزم الأمر لحماية علامتك.

دور محامي العلامات التجارية في حماية الحقوق

يُعد محامي العلامات التجارية حجر الزاوية في تأمين وحماية حقوق أصحاب العلامات في السعودية، لما يمتلكه من معرفة دقيقة بأنظمة الملكية الفكرية وإجراءات التقاضي، ويشمل دوره المحوري المهام التالية:

  • يتولى المحامي إعداد وتقديم طلب التسجيل لدى وزارة التجارة، مع ضمان استيفاء الشروط.
  • يُجري المحامي بحثاً شاملاً في سجل العلامات التجارية لتفادي تسجيل علامة قد تؤدي إلى رفضها أو الطعن فيها لاحقًا.
  • يقوم المحامي بإعداد العقود القانونية الخاصة بترخيص استخدام العلامة أو نقلها للغير.
  • تمثيل الموكل في دعاوى التعدي أو التقليد أمام الجهات المختصة.
  • يُقدّم الاعتراضات على تسجيل علامات مشابهة قد تضر بالموكل، أو يطعن في قرارات رفض التسجيل حسب الإجراءات.
  • يُرشد العميل لكيفية الحفاظ على استخدام العلامة وتوثيقها، ويُنبهه لمواعيد التجديد.

الأسئلة الشائعة

لا، لا تُمنح الحماية النظامية إلا بعد التسجيل الرسمي في سجل العلامات التجارية بوزارة التجارة.
تستمر مدة حماية العلامة التجارية 10 سنوات، ويجب تجديدها خلال السنة الأخيرة أو خلال 6 أشهر بعدها. حسب ما ورد في المادتين 22 و23 من نظام العلامات التجارية السعودي.

نختم مقالنا الذي تحدثنا فيه عن حماية العلامة التجارية في السعودية.

لنبين أن الحماية النظامية تضمن لك حماية كاملة من التعدي والتقليد، شريطة التسجيل والمتابعة القانونية المستمرة.

وإذا لاحظت تعدياً على علامتك أو رغبت في توثيقها، تواصل مع محامي تجاري مختص لدى مكتب الصفوة عبر صفحة اتصل بنا.

مقالات ذات صلة اختصاص المحكمة التجارية في السعودية، وقد تبحث عن محامي قضايا تجارية في جدة.


المصادر: نظام العلامات التجارية.